البحث عن يسوع التاريخي: كيف تعرف إذا كان حقيقيًّا؟
البحث عن يسوع التاريخي: كيف تعرف إذا كان حقيقيًّا؟

البحث عن يسوع التاريخي: كيف تعرف إذا كان حقيقيًّا؟

زَعَم العديد من “الخُبراء” على مر السنين بأن يسوع إما لم يكُن موجودًا، أو أن قِصته اُختلِقت بمرور السنين لكي تُصبح قِصة خارقة للطبيعة. وغالبًا ما تُقال هذه الأكذوبة على صورة سؤال، أو مسعى، أو في صورة بحث عن دليل. إن أفضل ما ننصح به في هذا الشأن هو التحقُق من الأمر. فلا تقلق من الحقائق أو من الوِجهة التي تقودك إليها، فلن تجد أدنى مُشكلة في العثور على خُبراء يُقدمون براهين لا تُشير فقط إلى أن الرب يسوع موجود من الناحيَّة التاريخية، بل تُشير إلى وُجوده في حياة الناس في عصرنا هذا. فأنت لا ترغب في عيش حياة مبنيَّة على الشكوك والإشاعات والتقاليد.

ماذا تفعل حيال الأسئلة التي تتعلق بالرب يسوع؟ عليك بإجراء أبحاثك الخاصة، تفحَّص الحُجج والبراهين، ثم اختر قضية معينة تراها إشكاليَّة كبيرة ثُم تعمق في دراستها. ستجد في كثير من الأحيان أن المشككون يُقدمون عددًا من المشكلات في آن واحد، ويضيفون عليها قدرًا من السخرية، وعدم اليقين مما يوحي بأن العديد من المسيحيين ساذجين للغاية. يُستخدم هذا أسلوب في المُناظرات التي تركز على التغلب على الخصم بأكبر عدد ممكن من الحجج، دون مراعاة لدقة الحجج أو قوتها. مثل مروض الأسد في السيرك، الذي يحمل كرسيًا بأربعة أرجل لإرباك الحيوان.

نصحني شخص ما نصيحة جيدة حول كيفية التعامل مع الشكوك قائلًا. “ما مدى يقينك بإيمانك، هل 80%؟ إن كان كذلك، فافحص ألــ 20٪ الأخرى بعناية، واتخذ قرارك، ثم عِش ملتزمًا تمامًا بما تؤمن به. يتفق هذا النهج مع نصيحة الكتاب المقدس نفسه:

“وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلَا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. ٦ وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ ٱلْبَتَّةَ، لِأَنَّ ٱلْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ ٱلْبَحْرِ تَخْبِطُهُ ٱلرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. ٧ فَلَا يَظُنَّ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ. ٨ رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ” (يعقوب 1: 5-8)

عادة ما تشير الحجج ضد شخصيَّة الرب يسوع التاريخية إلى عدم وجود مصادر “مُحايده” من تلك الفترة الزمنية. لكن، أليس هذا ما يجب أن نتوقعه؟ لماذا يكتب الناس عن رجل ادعى أنه المسيح، ابن الله، إذا لم يؤمنوا به. بالطبع لم نرَ عملات معدنية عليها صورة يسوع في القرن الأول، أو حتى أي تماثيل له. صحيح أن هيرودس أو بيلاطس لم يتركا لنا مذكرات عن لقائهما مع راديكالي يُدعى يسوع الناصري. (في الواقع شكك المؤرخون في وجود بيلاطس البنطي حتى عام 1961 إلى أن عُثِرَ على حجر مكتوب عليه اسمه).

بعد ذلك يهاجم المشككون المعجزات مثل المشي على الماء. “من يصدق ذلك ؟!” إذا استبعدت إمكانيَّة وجود إله، أو قوى خارقة للطبيعة، فبالطبع ستجد جزء كبير من الكتاب المُقدس لا يُمكن قبوله.

“إنْ أراد بطرس ويوحنا وبولس، والرسل الآخرون، اختراع ديانة جديدة، لما كانوا قدموا لمستمعيهم العقائد الأقل قبولًا. لقد قدَّموا يسوع لليهود المؤمنين بالله بصفته ابن الله، وأنَّ كلًا من الرب يسوع وأبيه إله واحد. فيما قدموه لليونانيين العقلانيين بصفته قام من الأموات بشحمه ولحمه، لكي يُمكن لتابعيه أنْ يختبروا ذات يوم القيامة نفسها… كان كلُّ زعم منافٍ للعقل في تعاليمهم علامة على أنهم اختبروا بحق ما زعموا أنه حق”. (Why Believe، بقلم: سي ستيفنز إيفانز. ص 124).

وقد يرى المشككون أن كثير من المواد الواردة في متى ولوقا نُسخت من مرقس بسبب أوجه التشابه بينهما. في حين يُهاجم آخرون الاختلافات في روايات الإنجيل هذه. (هل شفى يسوع أعمى واحد أم اثنين في أريحا؟) وهل كان هذا داخل أريحا أم خارجها؟) لاحظ أن هذين الهجومين متناقضان. إذا نُسخ متى من مرقس، فلماذا توجد إذن هذه الاختلافات بين الروايتين؟ في الواقع، تُظهِر هذه الاختلافات بوضوح اعتماد كل منهما على مصدر مُستقل بذاته.

هُناك إجابات شافية لكل هذه الأسئلة وأكثر منها، ولكن يجب أن تبحث عنها بأمانة، ولا تسمح للمُشككين وحججهم بأن تخرجك عن مسارك. فكثير من هؤلاء العلماء العلمانيين يُعتبرون حرجًا أكاديميًا. ابحث عن الحقيقة، وإذا كنت بحاجة إلى المُساعدة، أرسل لنا أسئلتك.

لدي سؤال أو تعليق

الأسئلة الأكثر شيوعًا حيال الكتاب المقدَّس: ستة أسئلة مهمة عن هذا الكتاب الأكثر مبيعًا

ما العظيم في الكتاب المقدس؟ إن الكتاب المقدس أساس المسيحية، وهو الوحي الإلهي الذي يُخبرنا من خلاله الله بمدى محبته ورغبته الشديدة في أن تكون له علاقة شخصيَّة معنا. فالكتاب المقدس هو سجل تاريخي دقيق ويمكن الوثوق به. الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا حاليًا موجود منذ ما يقرب من 2000 …

هل أنت صالح كفاية لتدخل الملكوت؟ ثلاث حقائق مقلقة

إذا كُنت ممن يعتقدون أنهم صالحون بما يكفي لكي يرثوا الحياة الأبدية، فإليك بعض الأشياء التي يجب مراعاتها: (1) إذا كانت السماء مكان الكمال، فكيف يمكن لأي شخص أن يتأكد من أنه كامل بما فيه الكفاية؟ فمعظمنا نادم على خطايا ارتكبها في الماضي. ليس أحد كامل، غير الله. حتى مَن …