ما العظيم في الكتاب المقدس؟
إن الكتاب المقدس أساس المسيحية، وهو الوحي الإلهي الذي يُخبرنا من خلاله الله بمدى محبته ورغبته الشديدة في أن تكون له علاقة شخصيَّة معنا. فالكتاب المقدس هو سجل تاريخي دقيق ويمكن الوثوق به.
الكتاب المقدس الموجود بين أيدينا حاليًا موجود منذ ما يقرب من 2000 عام. وقد هوجِم وأثبِتَ مرات عديدة، وقد أعلن العديد من المُشككين أن عصر الكتاب المُقدس كان وانتهي، ومنعته شعوب وأحرقته، وغم كل هذا يظل الكتاب الأكثر مبيعًا عبر كُل العصور.
تُرجِمَ الكتاب المقدس كاملًا إلى 698 لغة، وتُرجم العهد الجديد من الكتاب المقدس إلى 1548 لغة مختلفة. وإلى الآن لا يوجد كتاب يقترب من هذه الأرقام. فهو بدون منازع أكثر الكُتب تأثيرًا في العالم.
الكتاب المقدس موحى به من الله، ومع أنه كُتب بأيدي بشر، لم يُمله الله عليهم كلمة بكلمة بل كان هو مُرشدهم في كتابته. فهو يُعلن لنا هوية الله وعمله، ورغبته في إقامة علاقة معنا، وكذلك وعوده لنا، ويجيب عن الأسئلة المُهمة في الحياة. من خلق الكون ولماذا؟ كيف يبدو الله وما هي شخصيته؟ ما هدف الحياة أو المغزى منها؟ كيف ينبغي أن نعيش ونعامل الآخرين؟ ماذا يحدث بعدما نموت؟ لقد أطلق على الكتاب المقدس “كتاب الوصايا التي تجعلك تعيش حياة الكمال” وهو بالفعل كذلك.
من أين جاء الكتاب المقدس؟ مَن كتبه ولماذا؟
الكتاب المُقدَّس عبارة عن مكتبة تضم 66 سِفرًا كتبها أربعون مؤلفًا باللغات العِبرية، والآراميَّة، واليونانيَّة منذ ما يزيد عن ألف وخُمسمائة عام، ولا يزال يحمل حتى يومنا هذا رسالة واحدة موحدة. إنها رسالة حقيقية بكل ما تحويه من أسماء وتواريخ وأماكن. لقد تم “التحقق من محتواها” على مدى قرون عديدة. كما تؤكد الحفريات الأثرية صحة شخصيات أماكن الكتاب المُقدس وشخصياته تواريخه، وليست الحفريات هي البرهان الوحيد، بل أيضًا المؤرخون المُعارضون للمسيحية أقروا صحة الكتاب المقدس. كتب “تيتوس فلافيوس يوسيفوس” – المؤرخ اليهودي في القرن الأول- عن اليهود الذين أشاروا إلى يسوع على أنه المسيَّا، مع أن هو نفسه عارض ذلك. كما كتب “كورنيليوس تاسيتوس” – المؤرخ الروماني الشهير في القرن الأول – عن يسوع وصلبه على يد بيلاطس البنطي، وعن المسيحيين في روما، وذكر “تاسيتوس” أيضًا يعقوب أخا يسوع، وهو قائد بارز في الكنيسة الأولى.
يتألف العهد القديم من 39 سِفرًا، كُتبت في الفترة ما بين 1400 قبل الميلاد و400 قبل الميلاد. يصف العهود أو العقود بين الله والناس، وخاصة شعب إسرائيل. وتغطي الأسفار الخمسة الأولى لموسى فترة التاريخ بداية من خلق الأرض وحتى حياة موسى. يشير العهد القديم إلى عهد جديد يبدأ مع اليهود ويمتد إلى جميع الأمم.
يتألف العهد الجديد من 27 سِفرًا، كتبها 9 كُتَّاب في الفترة ما بين 50 إلى 150 بعد الميلاد. معظمهم تقابل مع يسوع بصفة شخصيَّة، وبالنسبة لإنجيلي مرقس ولوقا فقد كُتبا على أساس أبحاث ومعلومات جُمعت من شهود عيان. جميع الأسفار كُتبت في غضون 30 عامًا من موت المسيح وقيامته باستثناء سفر الرؤيا. وقد حددت المجامع الكنسية في القرن الرابع الأسفار التي سوف يتضمنها العهد الجديد رسميًا، أما الأسفار التي كُتبت كرسائل فقد كانت بالفعل متداولة على نطاق واسع في غضون سنوات قليلة من كتابتها. غالبًا ما تضمنت تحيات لأشخاص معينين (انظر رومية 16) أو أسماء أشخاص معروفين بالنسبة لقرائهم. “فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ ٱلْحَقْلِ، وَهُوَ سِمْعَانُ ٱلْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ، لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ.” (مرقس 15: 21)
هل تغير الكتاب المقدس؟
ادعى البعض إن الكنيسة أضافت المُعجزات للكتاب المُقدس لاحقًا؛ لكي تُبهِر الناس بحياة الرب يسوع وتجعل منه بطلًا خارق للطبيعة. في الحقيقة، قليل من البحث يكفي لأثبات عدم منطقيَّة هذا الادعاء. كانت هناك أناجيل غنوصية أخرى عن حياة الرب يسوع تدوِلَت خلال العصور الوسطى والتي أضافت قصصًا عن الرب يسوع. ولكن من الواضح أنها لم تكن ذات مصداقيَّة، لذلك ظل العلماء يرفضونها على مدار قرون بأكملها.
الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم مطابق تقريبًا للكتاب المقدس الذي كُتب للمرة الأولي. لقد تضمنت مخطوطات البحر الميت التي اكتُشِفَت عام 1948 لفائف من العهد القديم يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وهي مُطابقة تقريبًا للكتاب المقدس الذي كان لدينا حتى عام 1948! يوجد لدينا أكثر من 5,000 مخطوطة قديمة من أسفار العهد الجديد متاحة اليوم. يمكن مقارنة هذه المخطوطات مع بعضها بعضًا لمعرفة مدى دقة النُسخ. لذا، نحن نثق في أسفار الكتاب المقدس أكثر من أي تاريخ آخر مُسجل سواء كان للرومان أو الإغريق أو الحضارات الأخرى.
إن الأدلة التاريخية للكتاب المقدس تفوق بكثير أي وثيقة قديمة، والفجوة بين الكُّتاب الأصليين للعهد الجديد وأقدم النسخ لدينا لا تكاد تذكر. كانت الكتب المقدسة تُنسخ بطريقة يدوية إلى أن اختُرعت مطبعة غوتنبرج في عام 1440. ونظرًا لأهمية الكتاب المُقدَّس، قد حُفِظَ بعناية فائقة، لذلك فهو يفوق مصداقيَّة أي وثيقة قديمة. وقد حدد الباحثون بعض الأماكن التي تختلف فيها أقدم المخطوطات المكتوبة بخط اليد عن المخطوطات الأحدث والأناجيل المترجمة التي قد تجدها في المتجر. معظم هذه التغييرات عبارة عن كلمة أو كلمتين فحسب، ولكن هُناك قسمين كبيرين، أحدهما في نهاية إنجيل مرقس (16: 9-20). والآخر في إنجيل يوحنا (7: 53-8: 11). تُشير العديد من الأناجيل إلى هذه التناقُضات بين المخطوطات القديمة والمخطوطات اللاحقة لها، ولا توجد عقيدة مسيحية أساسية تعتمد على هذه الأقسام.
إذا كنت تعتقد أن الكتاب المقدس تم تنقيحه أو تعديله، فما عليك سوى قراءته، وسترى أن هذا لا يمكن. فالكتاب المقدس يُسجَّل الشخصيات والأحداث بأمانة تامة: الخير، والشر، والقبيح. كما ستجد أن بعض الشخصيات البارزة مثل الملك داود أو الرسول بطرس ذُكِرت فيه بعيوبها وقراراتها غير الصائبة.
ما الأجزاء الصحيحة في الكتاب المُقدس؟
هناك بعض الأشخاص الذين يرغبون في انتقاء واختيار الأجزاء التي يجب اتباعها في الكتاب المقدس. يا له من خطأ! لاحظ أحد المعلقين أن “أولئك الذين يؤمنون بأن الكتاب المُقدَّس ليس بأكمله وحي إلهي، يؤمنون بأنهم موحى لهم من الله بتحديد ما هو وحي إلهي.
كتب بولس الرسول ما يلي: “لُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ، ١٧ لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.” (تيموثاوس الثانيَّة 3: 16-17)
كتب بُطرس الرسول ما يلي: “وَٱحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلَاصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا ٱلْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لَهُ، كَمَا فِي ٱلرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هَذِهِ ٱلْأُمُورِ، ٱلَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ ٱلْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ ٱلْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ ٱلثَّابِتِينَ، كَبَاقِي ٱلْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلَاكِ أَنْفُسِهِمْ. “. (بطرس الثانية 3: 15-16) وهذا يشير الى أن بطرس نظر الى رسائل بولس (معاصرة) على أنها كتاب مقدس.
لماذا توجد نسخ مختلفة من الكتاب المقدس؟
ترجم الكتاب المُقدَّس أشخاص مُختلقون في عصور مُختلفة لقُرَّاء ذوي مستويات مُختلفة. تستخدم إصداراتنا الحالية أقدم النصوص الأصلية المتاحة، تمامًا كما استخدم مارتن لوثر (ألماني) وويليام تينديل (الإنجليزي) ومترجمون آخرون قبل 500 عام أفضل النصوص المتاحة لهم. تُرجِمت بعض النُسخ ترجمة الحرفيَّة – ترجمة كلمة بكلمة- رغم أن هذه الطريقة تبدو غريبة وصعبة بعض الشيء عند قِراءتها. وتُرجِمت نُسخ أخري باستخدام طريقة ترجمة فِكرة بفِكرة، وهذا يُعطي تناسق أكثر عند القِراءة. كما نجد كثير من النُسخ توازن بين الطريقتين. وبصرف النظر عن طريقة الترجمة، نجد أن جميعها تكاد تكون مُتطابقة في جوهر الرسالة الموجهة إلينا.
كيف يمكن أن يساعدني كتاب قديم مثل الكتاب المقدس في هذا العصر الحديث؟
“سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلَامُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي” (مزمور 119: 105)
لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ ٱلنَّفْسِ وَٱلرُّوحِ وَٱلْمَفَاصِلِ وَٱلْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ. وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ ٱلَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا.
عبرانيين 4: 12-13
يستخدم الله كلمته في عمليَّة جِراحيَّة على قلوبنا! ونحن بحاجة إلى هذه العمليَّة بكُل تأكيد. اقرأ الكتاب المقدس نفسه، وليس الكتب التي تتحدث عنه، ابحث عن الكتاب المقدس في متجر الكتب، أو قم بتنزيل تطبيق الكتاب المقدس لنظام أندرويد، أو آيفون، أو كندل من Bible.com/app، أو biblegateway.com/app. حيث تتوفر العديد من اللغات والترجمات. أبدأ بإنجيل يوحنا من العهد الجديد، كلمة الإنجيل تعني “الأخبار السارة” وهذا الأخبار السارة هي شخص يسوع المسيح، ولكي نتبعه علينا أن نعرفه، ولكي نعرفه علينا أن نقرأ كلمته. إن اتباع الرب يسوع سيغير حياتك، بكل تأكيد!
ثلاثة مفاهيم خاطئة شائعة حيال: ماذا يحدث عند الموت؟
في رحلتنا إلى الحياة، نحتاج حقًا أن نتأمل الموت. سل من حولك، وافترض أن معظمهم أنهم ذاهبون إلى السماء، إن وجدت. لنكن واضحين بشأن أهمية هذا الموضوع. عندما تتحدث عن العيش إلى الأبد في مكان ما، فمن الجيد أن تعرف يقينًا إلى أين أنت ذاهب. والأهم من كل شيء، إذا …