في الغالب، يحمل أصحاب الخلفية الإسلامية أسئلة أو اعتراضات شديدة التشابه عندما يفكِّرون في الرب يسوع أو المسيحية. إنَّ هدفنا ليس مجرَّد المجادلة أو نقد العقائد الأخرى، ولكن تقديم معلومات مفيدة لمساعدتك على مسيرة حياتك.
#1 هل تغيَّر الكتاب المقدَّس أو حُرِّفَ؟
هذا سؤال جوهري، لأن كًلَّ معرفتنا الموثوقة عن الرب يسوع تأتي من أولئك الذين عرفوه. بما أنَّ في القضاة في العصور القديمة كانوا يعتمدون على شهود متعددين لاستجلاء الحقيقة، وبما أنَّ الكتاب المقدَّس يقول باستمرار إنَّ شاهدين أو ثلاثة لهم أهمية في استجلاء الحقائق (عبرانيين 10: 28)، فقد وفَّر الله، ليس بشارتين فحسب بل أربع بشاير، تصف حياة الرب يسوع، كتبها أربعة كُتَّاب مختلفين قدموا لنا شهادات شهود عيان موثقة.
ربما سمعتَ عن مخطوطات البحر الميِّت التي اُكتشفت عام 1947. واحدة من الاكتشافات المهمة تمثلت في مخطوطة لسِفر النبي إشعياء، الذي عاش في القرن السابع قبل الميلاد، وقد كتبَ في السِفر قَبل زمن المسيح “يَبِسَ ٱلْعُشْبُ، ذَبُلَ ٱلزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ” (إشعياء 40: 8). إنْ وعَدَ الله بحماية كلمته، أفلا تعتقد أنه قادرٌ على ذلك؟ ألن يُعَدُّ القول بأن الله غير قادر على الوفاء بوعده تجديفًا؟
كما قد تحدَّث الرب يسوع عن الكتاب المقدَّس الذي كان موجودًا في زمنه “لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ ٱلنَّامُوسَ أَوِ ٱلْأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ ٱلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ ٱلنَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ ٱلْكُلُّ” (متى 5: 17-18). لم يأت الرب يسوع ليؤسس ديانة جديدة، ولكن ليعيد الناس إلى الله. ليس لينقض الحق الذي أعلنه الله بالفعل في الكتاب المقدَّس، ولكن ليتمِّم ما تنبأ به أنبياء كُثر عنه.
“كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ”. 2 تيموثاوس 3: 16
عندما جاء الإسلام في القرن السابع بعد ميلاد الرب يسوع المسيح، كان الكتاب المقدَّس في صورته الحالية مقبولًا بصفته الحق، ولكن قليلين كان بوسعهم الوصول إلى الكتاب المقدَّس، إذ كان يُنسخ يدويًّا بتكلفة مرتفعة. فكان الكثير أميين، بمن فيهم محمد، وتفشت الكثير من الخرافات المنتشرة عن الرب يسوع، رغم رفض الدارسين لها طوال قرون.
هل تعلم بوجود نسخ كاملة للكتاب المقدس مكتوبة باللغة اليونانية نُسخت بعد الميلاد بثلاثمئة عام لا غير، ولا تزال موجودة؟ إحداها تُسمَّى “المخطوطة السينائية” المحفوظة في المكتبة البريطانية. وأخرى في مكتبة الفاتيكان، باسم “المخطوطة الفاتيكانيَّة”. كما ثمة قرابة 25 ألف نسخة قديمة من العهد الجديد مكتوبة بخط اليد، لا تزال موجودة حتى الآن، وبعضها كُتب مبكرًا في القرن الأول الميلادي. وقد قارن المؤرخون هذه المخطوطات جميعًا، ووجدوا أنَّ ما نستعمله اليوم مطابق بنسبة 99.5% للنسخة الأصلية، بلا تغيير.
#2 لماذا تعدد النسخ المختلفة للكتاب المقدَّس؟
كُتب الكتاب المقدَّس بالعبرية واليونانية، فأي نسخة تقرأها الآن ستكون مترجمة من هاتين اللغتين الأصليتين. بعض الترجمات أكثر حرفيَّة، تهتم بالترجمة كلمة بكلمة، فيما ثمة ترجمات أخرى تعيد صياغة النص الأصلي، فتترجِم العبارات والأفكار إلى صورة تُفهم بسهولة. كما ثمة ترجمات تلخِّص القصص الكتابيَّة وتصيغها في لغة بسيطة للأطفال. كل هذه الترجمات نافعة.
تخضع اللغة للتغيير عبْر الزمن. تُرجمت ترجمة الملك جيمس الإنجليزية الشهيرة عام 1611 ميلادية، باستخدام التعبيرات اللغوية الشائعة في ذلك العصر. اليوم، وبعد أربعة قرون، يجد قرَّاء الإنجليزية لغته عسرة الفهم، تمامًا مثل مسرحيات شكسبير. وبالمثل، تُرجمت الترجمات الحديثة إلى لغات كثيرة جدًّا، ولكن الحقائق الجوهرية تظل كما هي.
#3 كيف ينجب الله؟
علينا أولًا توضيح أنَّ الكتاب المقدَّس عندما يقول إنَّ يسوع ابن الله، فهذا لا يعني أنَّ الله كانت له علاقات جنسيَّة، فالله روح (يوحنا 4: 24). لقد وُلدَ الرب يسوع من عذراء. لماذا؟ لأن طبيعتنا الخاطئة تورَّث. كان لا بدَّ أنْ يكون الرب يسوع بلا خطية ليصير قادرًا على دفع ثمن خطايانا. وكان هذا تتميم لنبوة إشعياء “«هُوَذَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا، وَيَدْعُونَ ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: ٱللهُ مَعَنَا”. (متى 1: 23، مقتبسًا من إشعياء 9: 6-7).
لماذا يخبر الله الناس قبل الحدث بسبعمئة سنة أنَّ ذلك الابن سيكون الله معنا؟ يقول إشعياء: “لِأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْنًا، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلَهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ ٱلسَّلَامِ” (إشعياء 9: 6). كان الله عازمًا على العيش وسطنا، بإرسال ابنه ليعلن طبيعته. لقد صار مثلنا، في الرب يسوع.
“ٱللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ ٱلْآبَاءَ بِٱلْأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ فِي ٱبْنِهِ، ٱلَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، ٱلَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ ٱلْعَالَمِينَ، ٱلَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ ٱلْعَظَمَةِ فِي ٱلْأَعَالِي، صَائِرًا أَعْظَمَ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ ٱسْمًا أَفْضَلَ مِنْهُمْ. لِأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ٱبْنِي، أَنَا ٱلْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ٱبْنًا»؟ وَأَيْضًا مَتَى أَدْخَلَ ٱلْبِكْرَ إِلَى ٱلْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلَائِكَةِ ٱللهِ»”.
عبرانيين 1: 1-6
#4 هل يؤمن المسيحيون بثلاثة آلهة؟
لا، بل نؤمن بإله واحد أعلنَ نفسه في ثلاثة أقانيم (تَعَيُّنَات). ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أنَّ عندما يطلب منا الله عبادة ابنه، فلا بأس في ذلك، لأن الابن هو الله أيضًا. إنه يعني أنَّ الابن يُعلن أبيه ويمثله تمامًا. إنه يعني أنْ يخبِر الرب يسوع تلاميذه أنَّ من صالحهم أنْ يمضي لكي يُرسل لهم المُعَزِّي، ثم يَعِد تلاميذه أنه سيكون دائمًا معهم، وأنَّ الآب سيُرسل روحه ليعيش فيهم (يوحنا 16: 7). أتشعر بالارتباك أو صعوبة الفهم؟ نعم، إننا لا نفهم كيف يُوجد إله واحد في ثلاثة أقانيم (تَعَيُّنَات)، ولكن ثمة الكثير لا نفهمه حيال الله. ثمة بعض التشبيهات؛ يقول البعض إنَّ الماء مثال، لأنه يمكن أنْ يكون سائلًا أو جامدًا أو غازيًّا. ولكن عند معمودية الرب يسوع نزَل الروح القدس في جسد من السماء، وتكلَّم صوت الآب من السماء. لقد حضرتْ الأقانيم الثلاثة في وقت واحد وتفاعلتْ (متى 3: 13-17).
في الواقع، هذه هي الرؤيا الوحيدة المنطقية لله. إنْ كان الله أقنومًا واحدًا وحيدًا، فلما كان ليُحِب. في الأقل، لم يكن ليحب أي شخص قبل الخليقة. هذا يعني أنَّ الله كان عليه أنْ يخلِق ليصير كاملًا. ولكن هذا ليس الله الذي في الكتاب المقدَّس، إنه كامل.
#5 هل مات يسوع على الصليب؟
ثمة نمط يمكننا رؤيته في العهد القديم. يقدِّم هابيل تقدمة الحَمَل والله يقبَلها. في امتحان لإيمان إبراهيم، طلبَ الله منه أنْ يقدِّم ابنه إسحاق ذبيحة، ولكن عندئذ، وفَّر الله عوضًا عن إسحاق كبشًا مُمسكًا من قرنيه في شجيرة قريبة. أمرَ الله موسى أنْ يقدِّم شعب إسرائيل ذبائح من خراف ويضعوا الدم على عتبة الباب والقائمين، لكي يرى الملاك المُهلِك الدم ويَعبُر عن البيت فلا يؤذي مَن فيه، عندما يذهب لقتل أبكار المصريين. ثم جاء يوحنا المعمدان ليُعلِن أنَّ المسيَّا أتى، ويقول عن الرب يسوع: “هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!” (يوحنا 1: 29). لقد تنبأ الرب يسوع نفسه، مرات عدة، بأنه سيموت من أجل خطايا العالَم، وسيموت على صليب (طالع: يوحنا 3: 13-16؛ 13: 31-38). لم يكن الصلب غير متوقَّع ولم يفاجأ به. الرب يسوع لم يكذِب.
ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ
وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.
كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى ٱلذَّبْحِ،
وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا
فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.
مِنَ ٱلضُّغْطَةِ وَمِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ أُخِذَ.
وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ
أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ ٱلْأَحْيَاءِ،
أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟
وَجُعِلَ مَعَ ٱلْأَشْرَارِ قَبْرُهُ،
وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ.
عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا،
وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ.
إشعياء 53: 7-9 (700 ق. م.)
ثلاثة مفاهيم خاطئة شائعة حيال: ماذا يحدث عند الموت؟
في رحلتنا إلى الحياة، نحتاج حقًا أن نتأمل الموت. سل من حولك، وافترض أن معظمهم أنهم ذاهبون إلى السماء، إن وجدت. لنكن واضحين بشأن أهمية هذا الموضوع. عندما تتحدث عن العيش إلى الأبد في مكان ما، فمن الجيد أن تعرف يقينًا إلى أين أنت ذاهب. والأهم من كل شيء، إذا …
ما المسيحي؟ كيف تصبح مسيحيَّا؟
ليس لدي كثير من الناس اليوم فكرة واضحة عمن هو المسيحي حقًا؟ فنجد البعض يعتبرون انفسهُم مسيحيين، ولكنهم في الواقع ليسوا كذلك. دعنا نبدأ بتعريف بسيط ونبدأ منه، بدلاً من أن نكتشف جميع الأفكار الخاطئة التي يعتقدها العديد من الأشخاص. المسيحي هو تابع ليسوع المسيح. يُسجَّل الكتاب المُقدَّس في سِفر …