اسمي كرستينا (الناموسة) كنت فتاة مراهقة شقراء بشوشة ونحيفة عندما أطلق علىَّ هذا اللقب. لم يكن هذا اللقب مجاملة، ولكنني لطالما لسعت الآخرين بتعليقاتي الساخِرة التي تحمل كثيرًا من النقد.
لم أكن شريرة في داخلي، لكنني لم أعبأ بمَن آذيت. كنت مهووسة بالطريقة التي يعمل بها العالم، فأنا معجبة جِدًا بالعِلم والعلوم، ولا أؤمن إلا بما هو مبني على أدلة مرئيَّة. كنت أحلم أن أصبح عالمة، وأكتشف العديد من الاكتشافات المذهلة.
وقد سمعت عن المسيحية، لكنني على المستوي الشخصي، لم أعرف شخصًا مؤمنًا على الإطلاق، حتى إنني قرأت الكتاب المقدس، وكنت أشعر في أعماقي بأنه مجموعة من قصص الحكمة. وبعدما تخرجت، التحقت بإحدى الجامعات في الخارج، وهناك قابلت مبشرًا شابًا دعاني إلى اجتماع. وكان في هذا الاجتماع شباب أفارقة يُرنمون ويُسبحون الله بموسيقى حماسيَّة. ومع أنني كنت أعتبر نفسي على قدرٍ كبيرٍ من الذكاء (كان نقدي لذاتي، يفتقر إلى الحِس النقدي المتطور)، إلا أنني لم استوعب أحداث حياتي بسرعة كبيرة. لقد استغرق الأمر عدة أسابيع، وربما شهور، قبل أن ألاحظ أنني لم أعد أذهب إلى المجموعة بسبب الموسيقى، كنت أجد أصدقاء حقيقيين ببطء. لقد كانوا يُساعدون بعضهم بعضًا بدون أنانيَّة، وكانوا يستمعون إلى أفراح وأحزان بعضهم بعضًا، ويقولون إن الرب يسوع المسيح مات من أجلهم على الصليب، ومنحهم حياة جديدة. لم أفهم الكثير مما قالوه، لكنني بدأت في إيلاء المزيد من الاهتمام لكلمات الكتاب المقدس وتفاصيله والصلوات المشتركة. وبالمناسبة صليت أيضا: طرحت أسئلة على الله، وطلبت منه. واستجاب لي الله! أحيانًا، كنت أجد الإجابة في الكتاب المُقدَّس، أو ينطق بها أحد المعارف دون سبب واضح، وفي بعض الأحيان يحدث ما طلبت.
ظللت أقول إن هذه “مجرد صدفة” لمرات عديدة، إلى أن أجبرني منهجي العلمي النقدي على مواجهة الواقع: إما لا يوجد إله وأن ما يحدث يوميًا هو مُجرد صُدفة، أو هُناك إله يستجب لي. وطالما أنه غير موجود، هذا حسنًا، ليس عليّ أن أنتبه إليه. لكن إن كان موجودًا ويستجيب لي، ففي هذه الحالة سوف أسأل عن هذا. وحينها يجب علىَّ أن انتبه. عندما بحثت في الكتاب المقدس مرة أخرى، بدأت أُعجب بمحبة الله. فبرغم معصيَّة الجنس البشري، أرسل الله ابنه ليخلص كل من يؤمن به. أعجبني هذا كثيرًا، لكنني كنت أعرف أنني لست بحاجة إلى مثل هذا “الخلاص”، لأنني فتاة عادية، لا أسرق، ولا أعمل أشياء سيئة أخرى. واستمريت في قراءة الكتاب المقدس، والصلاة بانتظام، وفحص حياتي الخاصة.
لم يعجبني ما استخلصته، فقد أدركت أن (ناموسة) ليس لقبًا، إنه وصف في محله. سافرنا ذات مرة بالقطار مع مجموعة تسبيح وكنا نُرنم ترانيم مسيحية. كانت الأجواء رائعة للغاية، وشعرت أنني عضوة في هذه المجموعة أيضًا، وقد غمرتني السعادة. فكرت حينها في مصدر هذه السعادة. فنظرت إلى الوراء وتأملت حياتي العام الماضي وأدركت أن حياتي تغيرت إلى الأبد.
لم أكن نجمة منذ وقت طويل! لقد كانت القِصة تتحدث عني أنا “الفتاة الطيبة”، وأنا أيضا بحاجة إلى فداء الرب يسوع. هو وحده القادر على منحي سلامًا كاملًا مع الله، وما عليَّ إلا أن أطلب من الله المغفرة. ثم سألني أحد أصدقائي “بماذا تُفكرين؟” فقررت أن أكون صادقة. “تذكر كم مرة سألك أحدهم- متى ستكون مسيحيًا؟ سلني مرة أخرى، لقد صلينا معا. أيقنت أنني لم أعد أريد العيش بدون الله.
ما زلت أشاهد الأخبار العلمية باهتمام، وأفرح بعبقرية خلق الله. أنا أحب لقبي فهو يذكرني بمدى انتباهي إلى كلماتي. عندما أقرأ أحاديث الرب يسوع، أتعلم كيف تبدو كلمات المحبة والتعليم. وأعلم أنه لا يزال أمامي طريق طويل لأقطعه، لكنني أعلم أيضًا أنني لست مضطرًا لقطع هذا المشوار بمفردي. هل سبق لك أن قابلت رفيقًا مُحبًا ومُخلصًا؟ أم أنك ما زلت تسير في طريقك وحيدًا؟ – كرستينا