مَن يعيش بلا هدف يُشبه السفينة التي ليس لها دفّة. من الغريب أن كثير من الناس لا يتوقفون أبدًا عن التفكير في المكان الذي يتجهون إليه. فبعض الأشياء لا تقل أهمية في حياتك عن أهميَّة فهمك لهدفك. لماذا أنت على قيد الحياة؟ لماذا أنت موجود؟ هنا يمكنك استكشاف هذا الموضوع بترتيب وبمنطقية، ولكن قد يكون للإجابات تأثير عاطفي يمس قلبك.
ربما تتذكر المحادثة التي أجرتها “ألِس” مع قطة “شِشاير” في قصة “ألِس في بلاد العجائب”.
سألت ألِس: هلا أخبرتني، من فضلك، أي طريق يجب علىَّ أن أسلكه من هنا؟
القطة: هذا يتوقف على مدى أهمية المكان الذي تتجهين إليه.
ألِس: أنا لا أهتم كثيرا بالوِجهة التي سأذهب إليها.
القطة: إذن، لا يهم كثيرًا أي طريق ستسلكين.
ألِس: … طويل جدًا طالما سأصل إلى مكان ما.
القطة: أوه، أنتِ متأكِدة أنك ستصلين، إذا مشيت لفترة طويلة.
لكن المشي لفترة طويلة والوصول إلى “مكان ما” لا يُثير اهتمام معظمنا. فنحن نريد أن يكون لنا هدف، وحياة ذات مغزى. حتى التمتع بحياة طويلة وصحة جيدة ليس حلاً رائعًا إذا كان القلب غير صحي أو غير سعيد.
“لكن طول الأيام بقلب شرير ما هو إلا فترة طويلة من البؤس، وقد بدأت بالفعل تُدرك ذلك. فالجميع يحصلون على ما يريدون. ولا يروق لهم ذلك دائمًا”.
سي إس لويس، ابن أخت الساحرة
الحياة المبنية على قصدِ هي حياة مُرضيَّة، تقودنا إلى الفرح والسلام والنجاح. فيها نعرف هويتنا، ووجهتنا، وواثقون من أنفسنا، ونستيقظ كل يوم عالمين أن ما سنقوم به اليوم يقودنا نحو ذلك القصد. فابحث عن قصدك وضع دفة لسفينتك. عِش الحياة كما ينبغي. فالحياة بها الكثير!
الحريَّة: فخ ماكر لإفساد المحبة والسعادة والحق
الحرية هي ممارسة ما يحلو لك. هذا هو تعريف الحرية في القاموس. المشكلة هي أنه عندما نسعى وراء الحرية الكاملة، نسعى وراء رغباتنا، وذلك لا يؤدي إلى السعادة أو المحبة. إن الأمر الصحيح الذي نُعطيه للعقل هو أن يوجه الإرادة نحو تحقيق رغبات بعينها. فعندما نعطي الأولوية للرغبات، وبعدها تقوم …